أنا مش صورة

أنا مش مجرد صورة تفرج صحابك وأهلك عليها عايز واحدة مثقفة وليها شخصية وفكر وكرامة علشان تكون صورة توريها للناس ولكن بينها وبينك وبينها وبين أهلك عايز تلغى كل ده وتعاملها كأنها جارية وإنسانة بدون كرامة وتهينها وتعاملها اسوأ معاملة
طبعا بداية غريبة وعجيبة ومحدش متوقعها ولكن الحقيقة أنها مشكلة كبيرة بقت بتواجه بنات كتير
وبتكون البداية لما يفكر أى شاب فى الأرتباط ويبقى عايز واحد جميلة ومثقفة وطموحة وليها شخصية وفكر وليها عمل أو شىء بارز وواضح فى المجتمع وليها وضعها فيه ويكون فيها صفات كتيرة كويسة أى حد بيتمناها
وطبعا كل ده مفيش فيه أى مشكلة ولكن المشكلة أن شوية وبيحصل المفاجأة أنه كان عايز كل ده علشان يتمنظر بيه قدام صحابه وأهله ويقول ليهم أن خطبت ولا أتجوزت فلانة من العيلة الفلانية وفيها كذا وكذا وكذا ولكن بينه وبينها بيبقى عايز يمحى شخصيتها وحياتها كلها ويعاملها مش كجارية لا ده بيعاملها كخادمة عنده هو وأهله والمفروض عليها أنها تمشى على حسب هواهم كلهم وتطيع أوامرهم مش بس أوامره هو لا ده أوامر أخواته وكل أهله
هحكيلكم حكاية واقعية وحصلت من مده مش بعيدة قوى لبنت من عيلة كويسة والبنت مؤدبة ومحترمة وفيها صفات كويسة جدا وكمان مثقفة وطموحة وبتشتغل فى مجال بيخليها نوعا ما معروفة فى المجتمع ومحبوبة جدا من كل الناس وناجحة جدا فى حياتها وشغلها
حصل وأتقدم ليها ناس كتيرة ومن بين الناس دى شاب أول ما أتقدم ليها كان فرحان جدا بيها وبثقافتها وطموحها وكل حاجة فيها وكان بيشجعها كمان على الأستمرار فى اللى بتعمله حتى بعد الجواز ماكاناش هيخليها تسيب شغلها ولا طموحها وهيا كمان شافت فيه اللى كانت بتتمناه أو هو وهمها وضحك عليها وظهر بمظهر غير حقيقتة وخلاها تحس بأن هو فارس آحلامها واللى بتتمناه وفضل كويس معاها فترة بعد الخطوبة هو وأهله وهيا كمان وقفت جمبه وأتنازلت وضحت بحاجات كتيرة قوى مقابل أنهم يبقوا مع بعض والجوازة تكمل لأن كان يهمها أنه راجل وهيعرف يحافظ عليها وشوية وبدأت كل حاجة تتغير وفى النهاية وبعد حاجات كتير حصلت معاها ومع أهلها من الشاب ده ومن أهله أتضح أنه كان عايز واحدة بكل المواصفات دى لسبب واحد بس وهو أنه يتمنظر بيها قدام الناس زى اللى أشترى تحفة حلوة قوى وعمال يوريها للناس ونفس الشىء بالنسبة لأهله ولكن كان بيتعمد هو وأهله يهينوها ويتدخلوا فى حياتها بصورة مش طبيعية ويحاولوا يلغوا شخصيتها وفكرها كأنها لعبه هيحطوها مكان ما يحبوا ومفيش حاجة بقى أسمها أنها تقول رأيها فى حاجة سواء كانت خاصة بيها ولا لا كل حاجة ممنوعة أنها تتكلم ولا تقول هو بس اللى يقول من غير حتى ما ياخد رأيها وأهله هما كمان اللى يقولوا ورأيهم يمشى عليها وهيا برضة من غير رأى
كان عايزاها تبقى جارية وبس عنده وعند أهله وبدأت الأهانات والمشاكل والسخرية منها ومن عملها وهواياتها وطموحها وكل حاجة بتعملها لحد ما أنتهت الخطوبة ودى كانت قصة واقعية مش فيلم ولا أنا أخترعتها والقصة دى بالمناسبة حصلت مع أختلاف الأشخاص والأماكن مع بنات كتيرة ومازالت بتحصل
وفيه شباب كتير فعلا بيتعاملوا مع البنات على أنهم صورة وبس وينسوا أنها بنى أدم زيهم ومن أبسط حقوقها أنها حتى تقول رأيها فى أى شىء يخصها ويخص حياتها هيا والأنسان الى هتعيش معاه فى بيت واحد وأن محدش يسخر منها ولا من عملها ولا هواياتها ولا طموحها
كل واحدة عايزة اللى يقدرها ويحترمها ويعاملها كأنسانة مش كصورة ولا تحفة جميلة قدامه

----------------------------------------

بقلم بسمه عبدالباسط